عودة رينارد للمنتخب السعودي- تحديات التوقيت وأمل التعافي

المؤلف: سلطان الزايدي11.06.2025
عودة رينارد للمنتخب السعودي- تحديات التوقيت وأمل التعافي

في ظل الظروف الراهنة، لا أستطيع الجزم بأن عودة المدرب القدير «هيرفي رينارد» إلى قيادة دفة المنتخب السعودي ستثمر عن نتائج إيجابية باهرة، وذلك لعدة اعتبارات يمكن تلخيصها في عاملين رئيسيين، وهما ما يثير مخاوفنا بشأن هذه العودة المرتقبة. أولاً، يكمن التحدي في (التوقيت) الحرج، حيث يمر منتخبنا بفترة عصيبة شهدت سلسلة من النتائج المتواضعة، مما أدى إلى فقدانه نقاطًا جوهرية كانت كفيلة بوضعه في مركز متقدم، سواء الأول أو الثاني على أقل تقدير. أما السبب الثاني، فيتمحور حول أهمية المباراة المصيرية التي تنتظره فور عودته. فمواجهة المنتخب الأسترالي على أرضه ليست بالأمر الهين، وأي نتيجة غير الانتصار ستشكل خيبة أمل كبيرة للمدرب «هيرفي رينارد» بلا شك. ولهذا السبب، أؤكد أن هذه العودة قد لا تكون مثالية تمامًا، سواء بالنسبة للمنتخب أو للمدرب نفسه. وهذا لا يعني البتة التقليل من شأن «هيرفي رينارد» كمدرب كفء ومحنك، ولكن الظروف المحيطة قد تلعب دورًا سلبيًا في حال الإخفاق -لا قدر الله-. لست معارضًا لعودته إطلاقًا، بل أؤيدها بقوة، فالظروف الصعبة التي مر بها المنتخب السعودي في هذه التصفيات هي التي استدعت عودته بهذا الشكل الطارئ. لذا، من الأهمية بمكان التحلي بالهدوء والتمسك ببصيص الأمل المتبقي، ومنح المدرب الفرصة الكاملة لإثبات جدارته. وأرى أن «هيرفي رينارد» قد اتخذ خطوة استباقية حكيمة تحسبًا لما قد يحدث في المباراتين الحاسمتين المقبلتين للمنتخب السعودي، وذلك من خلال الاعتماد على العناصر التي كان يعمل معها سابقًا. وقد ينجح في استخراج أفضل ما لديهم في المواجهتين المرتقبتين أمام المنتخب الأسترالي والمنتخب الإندونيسي، وتحقيق نتائج طيبة تعيد بعض التوازن والثقة إلى نفوس اللاعبين.

إن فرص نجاح «هيرفي رينارد» مع المنتخب السعودي لا تزال قائمة ومتاحة، شريطة أن يتجاوز عقبة المنتخب الأسترالي والمنتخب الإندونيسي بنجاح، ليتمكن بعدها من فتح صفحة جديدة في الجولات القادمة من التصفيات وهو في وضع مريح وأكثر استقرارًا. عندها ستتضاعف فرص التألق والانتصار، خاصة بعد تجاوز أزمة ضيق الوقت التي يعاني منها المدرب منذ لحظة توقيعه العقد وحتى موعد مباراة أستراليا. هذا السيناريو، إن تحقق على أرض الواقع، سيسهم بلا شك في سير الأمور في الاتجاه الصحيح والمسار المنشود.

(كل التوفيق لمنتخبنا السعودي في مهمته القادمة).

دمتم في أمان الله وحفظه،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة